تأثير الإدخال المزدوج على تجربة المستخدم

الإدخال المزدوج لحقول النماذج من منظور تجربة المستخدم

مقدمة

تعتبر تجربة المستخدم (UX) من الجوانب الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على نجاح أو فشل أي تطبيق أو موقع إلكتروني. في هذا السياق، يعد تصميم النماذج الإلكترونية جزءًا حيويًا من التفاعل بين المستخدم والنظام، حيث يتمكن المستخدم من إدخال البيانات المطلوبة عبر واجهات مختلفة. أحد العناصر التي قد تؤثر في تجربة المستخدم هو الإدخال المزدوج لحقول النماذج. يشير هذا المصطلح إلى وجود حقلين متماثلين أو مكررين في نفس النموذج، ويشمل عادةً طلب نفس البيانات في مكانين مختلفين. على الرغم من أن هذا النوع من التصاميم قد يبدو منطقياً في بعض الأحيان، إلا أن له العديد من الآثار السلبية على تجربة المستخدم، والتي سيتم مناقشتها في هذا المقال.

مفهوم الإدخال المزدوج في النماذج

الإدخال المزدوج لحقول النماذج هو عملية تكرار المعلومات المطلوبة من المستخدم في أكثر من حقل في نفس النموذج. فمثلاً، قد يطلب النموذج من المستخدم إدخال عنوان البريد الإلكتروني في حقلين مختلفين. يمكن أن يتسبب هذا في العديد من التحديات المتعلقة بتجربة المستخدم، ومنها زيادة الوقت الذي يستغرقه المستخدم لإكمال النموذج، وأيضًا شعور المستخدم بالإحباط بسبب الحاجة لتكرار نفس المعلومات.

أسباب استخدام الإدخال المزدوج في النماذج

في بعض الأحيان، يتم استخدام الإدخال المزدوج بسبب اعتقاد خاطئ بأن هذا سيسهم في تحسين دقة البيانات التي يتم جمعها. على سبيل المثال، في بعض أنظمة التحقق من الهوية أو الأنظمة التي تتطلب دقة عالية في البيانات المدخلة، قد يعتقد المصممون أن تكرار الحقول يضمن عدم حدوث أخطاء بشرية. كذلك، قد يتم استخدام هذا الأسلوب من باب الأمان، حيث يقوم النظام بالتحقق من البيانات المدخلة في حقلين مختلفين للتأكد من صحتها.

التأثيرات السلبية للإدخال المزدوج على تجربة المستخدم

1. زيادة الوقت والجهد المطلوبين لإكمال النماذج

من أكثر التأثيرات السلبية وضوحًا للإدخال المزدوج هو زيادة الوقت الذي يستغرقه المستخدم لإكمال النموذج. يحتاج المستخدم إلى إدخال نفس البيانات مرتين، مما يضيف خطوة غير ضرورية إلى العملية. هذا قد يكون محبطًا خاصة إذا كانت الحقول تتطلب معلومات معقدة أو تحتاج إلى كتابة يدوية، مما يجعل المستخدم يشعر بأن الوقت الذي يقضيه في النموذج غير مبرر.

2. الإحباط من التكرار

في حالات كثيرة، يشعر المستخدم بالإحباط عندما يُطلب منه إدخال نفس المعلومات مرتين. قد يعتقد أن هناك خطأ ما في النظام أو أن التصميم غير احترافي، مما يؤثر سلبًا على انطباعه عن الخدمة أو المنتج. وعندما تتكرر هذه التجربة مع العديد من المستخدمين، قد يؤدي ذلك إلى فقدانهم الثقة في النظام أو الانسحاب من إتمام النموذج.

3. إمكانية حدوث أخطاء بسبب التكرار

إذا كان المستخدم قد أدخل نفس البيانات في أكثر من حقل، فإن ذلك يزيد من فرص حدوث أخطاء. قد يختلف الإدخال بين الحقلين، خاصة إذا كانت الحقول تتطلب دقة عالية. على سبيل المثال، قد يكتب المستخدم عنوان بريده الإلكتروني في أحد الحقول بشكل صحيح، وفي الآخر بشكل خاطئ. هذه الأخطاء قد تتسبب في تقديم بيانات غير صحيحة، مما يؤدي إلى مشاكل في التواصل مع المستخدم أو حتى فقدان بيانات هامة.

4. تأثيرات نفسية سلبية

من الناحية النفسية، فإن تجربة الإدخال المزدوج قد تجعل المستخدم يشعر بأن العملية غير ضرورية أو مرهقة. تؤدي هذه المشاعر إلى شعور سلبي تجاه النظام أو التطبيق، مما قد يدفع المستخدم إلى مغادرته أو حتى البحث عن بدائل أكثر سهولة. كما أن تكرار المعلومات يجعل المستخدم يشعر بأن العملية معقدة أكثر من اللازم.

5. التصميم غير المريح

في التصميمات السيئة للنماذج، قد يتم تقديم حقول الإدخال المزدوج بشكل غير منطقي. هذا يؤدي إلى خلل في تدفق العمل ويزيد من صعوبة التفاعل مع النموذج. على سبيل المثال، إذا تم إدخال حقلين بنفس الوظيفة في أماكن متفرقة، قد يصعب على المستخدم تحديد ما يجب فعله، مما يؤثر سلبًا على سرعة وكفاءة التفاعل.

بدائل لتقليل الحاجة للإدخال المزدوج

1. التنبؤ التلقائي

أحد البدائل الشائعة لتقليل الإدخال المزدوج هو استخدام التقنيات التي تسمح بالنموذج التنبؤي أو الإكمال التلقائي. على سبيل المثال، يمكن للنظام أن يتعرف على البيانات التي تم إدخالها في حقل واحد ويدخلها تلقائيًا في الحقول الأخرى ذات الصلة. هذه الميزة تسهم في تقليل العبء على المستخدم وتعزز من سرعة إتمام النموذج.

2. استخدام القوائم المنسدلة أو المربعات القابلة للاختيار

بدلاً من مطالبة المستخدم بإدخال نفس البيانات يدويًا في أكثر من حقل، يمكن استخدام القوائم المنسدلة أو المربعات القابلة للاختيار. هذه الطريقة لا تقتصر فقط على تسهيل الإدخال بل تقلل أيضًا من الأخطاء البشرية المحتملة.

3. التحقق من صحة البيانات أثناء الإدخال

من خلال إضافة آلية للتحقق من صحة البيانات أثناء إدخالها، يمكن للمستخدم التحقق من صحة المعلومات في الحقل نفسه بدلاً من الحاجة إلى تكرار الإدخال في حقل آخر. يمكن أن يكون التحقق الفوري عبر الرسائل التوضيحية أو التنبيهات أحد الأساليب الفعالة لضمان دقة البيانات دون الحاجة إلى إدخال مزدوج.

4. تقليل الحقول غير الضرورية

إذا كان الحقل المزدوج لا يخدم غرضًا فعليًا أو يكون غير ضروري، يجب التخلص منه. تصميم النماذج يجب أن يتبع قاعدة تقليل التكرار والحد من الحقول غير الضرورية، وبالتالي تسريع عملية الإدخال وتقليل الضغط على المستخدم.

الخلاصة

على الرغم من أن الإدخال المزدوج لحقول النماذج قد يبدو خيارًا مناسبًا في بعض الحالات لضمان دقة البيانات أو الأمان، إلا أن تأثيره السلبي على تجربة المستخدم يتضح جليًا. من خلال زيادة الوقت المستغرق، خلق حالة من الإحباط، وزيادة فرص حدوث الأخطاء، يمكن أن يعرض الإدخال المزدوج النماذج الإلكترونية لخطر فقدان المستخدمين. ومن خلال تبني أساليب بديلة مثل التنبؤ التلقائي، قوائم الاختيار، والتحقق المباشر، يمكن تحسين تجربة المستخدم وتقليل الحاجة للإدخال المزدوج بشكل كبير.